اعترافات صحفي غاضب: مللت من مشجعي “كأس العالم فقط”!

8 أكتوبر 2025 - 11:19 م

هاي كورة (رأي خاص بالصحفي كارلوس مارانيون – As)

أعترف لكم، كأس العالم جعلتني أكره أكثر من أي وقت مضى ما أسميه “التظاهر الكروي”.

كل أربع سنوات، يخرج علينا جيش من المشجعين المؤقتين الذين يدّعون العشق للكرة وكأنهم عاشوا كل ليلة من التصفيات معنا، بينما الحقيقة أنهم لم يشاهدوا مباراة واحدة منذ النسخة السابقة!

أسمع أحدهم يقول لي بثقة: “أنا لا أتابع كرة القدم إلا في كأس العالم.”

عندها أفهم فورًا أنني أمام نسخة نموذجية من المشجع المتعالي الذي أمضى أربع سنوات في تجاهلنا بينما كنا نحترق عشقًا لأنديتنا، أسبوعًا بعد أسبوع.

هؤلاء هم من حوّلوا البطولة إلى مهرجان ضخم يضم 48 منتخبًا، ومباريات بلا معنى تمتد لشهر كامل في قارات متعددة، تُفرغ اللعبة من روحها.

أنا لا أطلب منهم أن يهتفوا لأنديتنا، لكن قليلًا من الاحترام للتاريخ لن يضر.

نحن الذين نتذكر خيبات الماضي، من تعادل سويسرا في برنابيو عام 1958 إلى تسديدة أوفارتي الأسطورية أمام إيرلندا 1966، ومن هدف كاتالينسكي الذي حرمنا من المونديال في السبعينات إلى ملحمة روبين كانو في بلغراد قبل الأرجنتين 78، نحن الذين عشنا كل تلك المرارة والفرح.

اليوم، بعد ثلاثة عقود من دون خسارة في التصفيات، لا يزال المونديال يبدأ بالنسبة لي في اليوم التالي لخروج منتخبنا من النسخة السابقة.

أتابع التصفيات، أرى معاناة إيطاليا، ولمعان ميكاوتادزه، وأتذكر بلغاريا 94… فقط لأميّز بين من يعيش اللعبة فعلًا، ومن يتذكّرها كل أربع سنوات ليبدو مثقفًا كرويًا.

أنا لست ضد كأس العالم، بل ضد النفاق الذي يرافقها، ضد كل من يشجع ساعة البث ثم يختفي، الكرة الحقيقية تُعاش كل أسبوع، لا كل أربع سنوات.