لابورتا يقطع الحبل الأخير بين برشلونة وريال مدريد

هاي كورة – مقال للصحفي كازانوفاس
وصلت علاقة لابورتا بفلورنتينو بيريز إلى أدنى مستوياتها بسبب قضية نيغريرا، مما دفع برشلونة لقطع المسافة عن ريال مدريد والتقارب مجددًا مع يويفا وتشيفرين… المشروع المشترك للسوبر ليغ أصبح من الماضي.
تعيش العلاقة بين خوان لابورتا وفلورنتينو بيريز واحدة من أكثر لحظاتها توترًا منذ سنوات، بسبب قضية نيغريرا التي فجّرت الجدار الأخير من الثقة بين رئيسي برشلونة وريال مدريد.
ورغم أنه لن تكون هناك مواجهة علنية أو “أطباق طائرة”، إلا أن لابورتا توصّل إلى قناعة واضحة وهي أن الانفصال هو الخيار الأفضل.
مشروع “الدوري السوبر الأوروبي” الذي جمع الناديين في عام 2021 أصبح الآن عبئًا أكثر منه حلًا، خاصة بعد أن فرض دوري أبطال أوروبا الجديد واقعًا ناجحًا، فيما يواصل ألكسندر تشيفرين قيادة الاتحاد الأوروبي بطريقته الخاصة.
العلاقة بين الناديين لم تعد كما كانت، بعد سلسلة من المواقف التي اعتبرها برشلونة “خيانات لا تُحتمل”.
فريال مدريد لم يتخلّ عن قضية نيغريرا، بل استغلها إعلاميًا وجماهيريًا، وظهر رسميًا كطرف مدّعٍ في التحقيق الذي فُتح ضد برشلونة عام 2023.
وفي 26 سبتمبر الماضي، قدّم النادي الأبيض ملفًا جديدًا إلى المحكمة في برشلونة يتضمّن تصريحات لمسؤولين سابقين في البارسا، مطالبًا بتمديد التحقيق ستة أشهر إضافية، وبالنسبة إلى لابورتا، لا يمكن السير جنبًا إلى جنب مع نادٍ يضايقك داخل المحكمة.
وأمام هذا التوتر، قرّر لابورتا تغيير استراتيجيته بالكامل، فبدلًا من مواجهة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بدأ في إعادة بناء الجسور مع ألكسندر تشيفرين، رئيس “يويفا”، وسافر إلى ليوبليانا للتفاوض على تخفيض غرامة اللعب المالي النظيف من 60 إلى 15 مليون يورو — ونجح في ذلك.
وكان حضور تشيفرين مؤخرًا في ملعب مونتجويك إشارة رمزية قوية على تحسّن العلاقات بعد خمس سنوات من القطيعة.
بحسب مصادر قريبة من النادي، يدرك لابورتا أن مواجهة المؤسسات الكبرى خسارة مؤكدة، وأن مشروع الدوري السوبر ليغ سينهار من تلقاء نفسه مهما حاول فلورنتينو بيريز إنعاشه.
المرحلة الجديدة لبرشلونة ستكون قائمة على الواقعية، التقارب، واستعادة النفوذ الأوروبي بعيدًا عن “العداوات العقيمة”.